لا أعرف دينا آخر يقبله العقل ويجذب الناس إليه وله من المؤمنين به مثل هذه الجموع الضخمة ويبدو لي أنه ما من طريق أقرب منه إلى الاقتناع العقلي والرضى في الحياة ، ولا أعظم منه أملا في النجاة في الحياة الآخرة .
والانسان في الكون جزء من كل ولا يمكن لأي إنسان أن يدعي أنه أكصر من ذرة في هذا الكون بكماله البديع وما دام الأ/ر كذلك فإنه لا يستطيع شيئا أكثر من أن يحقق هدفه من الحياة ، وذلك بأداء وظيفته في ربط صلته بالكون كمجموع وبالكائنات الحية الأخرى . إذ إن الصلة المتناسقة بين الجزء والكل هي التي تحعل للحياة هدفا وتجعلها أقرب ما تكون إلى الجمال ، وتهيئ للإنسان أسباب الفوز بالرضي والسعادة .
فما هو الدور الذي يؤديه الدين في هذه الصلة بين الله الخالق وبين المخلوق ؟ هاكم بعض آراء الناس عن الدين .
يقول كارليل في كتابه ( heroes and heroworship ) " إن دين الرجل هو الحقيقة الكبرى بالنسبة إليه فالشء الذي يؤمن به الإنسان في واقع حياته ، الشيء الذي يملك عليه قلبه . ويعلم علم اليقين أنه ينظم علاقاته بالكون ويحدد واجبه وهدفه هذا الشيء هو الدين "
ويقول تشسترتون في كتابه ( came to think of it ) الدين هو الإحساس بالحقيقة الكبرى لأي معنى قد يدركه الإنسان عن وجوده ووجود أي شيء سواه "
ويرى إموند بورك : في كتابه ( reflections on the revolution in France ) " لا شك أن صلب الدين الصحيح هو الانصياع لمالك العالم ، وفي الإيمان برسالاته ، وفي التشبه بكماله "
وقال سويدنبورج في كتابه ( donctrine of life ) " الدين كله يتعلق بالحياة وروح الدين هو العمل الصالح "
أما جيمس هارنجتون فيقول في كتابه ( oceana ) " كل إنسان يشعر بنوع من التدين سواء من الرهبة أو على سبيل العزاء "
وكل إنسان بين الحين والحين يجد نفسه وجها لوجه أمام غيب مجهول لا يستطيع له إدراكا ، وأمام سر الهدف من وجوده !! فيسأل نفسه عن كل ذلك ، وهو بهذا التساؤل يبعق في نفسه لونا من الاعتقاد أو الاقتناع وهذا هو الدين في أوسع معانيه .
لماذا أرى الإسلام أكمل الأديان ؟
أولا وقبل كل شيء إن هذا الدين يهدينا إلى معرفة الخالق الواحد : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ) وقال تعالى { إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (هود:4) وفي مواضع كثيرة يذكرنا القرآن بوحدانية الخالق الأحد الذي لا تدركه الأبصار ، العليم ، القادر ، القاهر ، الأول الآخر الدائم الرءوف الرحمن الرحيم العفو الغفور الحكم العدل .
وهكذا يصبح الجمال حقيقة صم نحدنان مطالبين في مواضه كثيرة من القرآن بإحكام الصلة بين الخالق وبيننا ()اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الحديد:17)
)قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1)
ويمكننا أن نقول إنه لإمكان معرفة الله والإيمان به وليحيا الناس حياة طيبة فإنه من الضروري أن نؤمن بالرسالات الربانية . ألسنا نرى الوالد يرشد أبناءه ؟ ألسنا نراه ينظم لأسرته أمور حياتها حتى يعيش أفرادها في انجسام ووئام ( ولله المثل الأعلى )
والإسلام يقرر أنه هو الدين الوحيد الصحيح ويؤيد الحق الذي جاءت به الأديان السابقة ، ويقرر أن التوجيه الحكيم الذي به القرآن واضح تقبله العقول فهو يرشدنا إلى طرق تحقيق الصلة السليمة بين الخالق والمخلوقات ، وبذلك يتحقق الربط الوثيق بين الجانبين المادي والروحي ،و هو ما يحقق التوازن بين قوتنا الذايتة والقوة الخارجة عن إرادتنا ، وهذا بدوره يحقق الرضى والطمأنينة في قرارة أنفسنا ، وليس هناك ما هو أقوى من هذا العنصر الهام في الانسجام بين أي كائن حي وبين غيره وبدون ذلك لا تستطيع البشرية السير بخطوات ثابتة في طريق الكمال .
والمسيحية تولي جل اهتمامها بالجانب الروخي من الخياة فتجعو إلى نوع من المحبة يثقل كاهل المسيحي بالمسئوليات ، ودعوى المحبة التامة مقضي عليها بالفشل إذا كان الوصول إليها خارجا عن حدود طبيعة البشر ، وتتعارض مع إدراكه ومفاهيمه ولا يستطيع أحد أن يداني ذلك المستوى المثالي للمحبة كما تدعو إليه المسيحية إلا أن يؤتى حظا موفورا من معرفة النوازع البشرية المتباينة ، وأن يتصف مع هذه المعرفة بالعطف والإدراك السليم ، مع الشعور بالمسئولية ، وحتى في هذه الحالة ، فإن على مثل هذا الإنسان أن يتخلى عن عقله في سبيل هذه المحبة .
يقول س . ت . كوليردج s.t. coleridge في كتابه ( aids to reflection ) ( إن الذي يبدأ بحب المسيحية أكثر من حبه ( للحق ) سيقوده ذلك إلى حب طائفته أو كنيسته أكثر من حبه للمسيحية ، ثم ينتهي به الأمر إلى حب نفسه أكثر من أي شيء آخر "
والإسلام يدعونا إلى تقديس الله وأن نخضع لشريعته ، وفي ذات الوقت يدعونا ويشجعنا على استعمال العقل مع مراعاة عواطف الحب والتفاهم جنبا إلى جنب .
ويقول الله في القرآن وهو رسالة الخالق إلى جميع خلقه على اختلاف أجناسهم وأممهم ومكانتهم في المجتمع ) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (يونس:108)
لا أعرف دينا يقبله العقل ويجذب الناس إليه وله من المؤمنين به مثل هذه الجموع الضخمة . ويبدو لي أنه ما من طريق أقرب منه إلى الاقتناع العقلي والرضى في الحياة ، ولا أعظم منه أملا للنجاة في الحياة الآخرة بعد الموت .
والانسان في الكون جزء من كل ولا يمكن لأي إنسان أن يدعي أنه أكصر من ذرة في هذا الكون بكماله البديع وما دام الأ/ر كذلك فإنه لا يستطيع شيئا أكثر من أن يحقق هدفه من الحياة ، وذلك بأداء وظيفته في ربط صلته بالكون كمجموع وبالكائنات الحية الأخرى . إذ إن الصلة المتناسقة بين الجزء والكل هي التي تحعل للحياة هدفا وتجعلها أقرب ما تكون إلى الجمال ، وتهيئ للإنسان أسباب الفوز بالرضي والسعادة .
فما هو الدور الذي يؤديه الدين في هذه الصلة بين الله الخالق وبين المخلوق ؟ هاكم بعض آراء الناس عن الدين .
يقول كارليل في كتابه ( heroes and heroworship ) " إن دين الرجل هو الحقيقة الكبرى بالنسبة إليه فالشء الذي يؤمن به الإنسان في واقع حياته ، الشيء الذي يملك عليه قلبه . ويعلم علم اليقين أنه ينظم علاقاته بالكون ويحدد واجبه وهدفه هذا الشيء هو الدين "
ويقول تشسترتون في كتابه ( came to think of it ) الدين هو الإحساس بالحقيقة الكبرى لأي معنى قد يدركه الإنسان عن وجوده ووجود أي شيء سواه "
ويرى إموند بورك : في كتابه ( reflections on the revolution in France ) " لا شك أن صلب الدين الصحيح هو الانصياع لمالك العالم ، وفي الإيمان برسالاته ، وفي التشبه بكماله "
وقال سويدنبورج في كتابه ( donctrine of life ) " الدين كله يتعلق بالحياة وروح الدين هو العمل الصالح "
أما جيمس هارنجتون فيقول في كتابه ( oceana ) " كل إنسان يشعر بنوع من التدين سواء من الرهبة أو على سبيل العزاء "
وكل إنسان بين الحين والحين يجد نفسه وجها لوجه أمام غيب مجهول لا يستطيع له إدراكا ، وأمام سر الهدف من وجوده !! فيسأل نفسه عن كل ذلك ، وهو بهذا التساؤل يبعق في نفسه لونا من الاعتقاد أو الاقتناع وهذا هو الدين في أوسع معانيه .
لماذا أرى الإسلام أكمل الأديان ؟
أولا وقبل كل شيء إن هذا الدين يهدينا إلى معرفة الخالق الواحد : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ) وقال تعالى { إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (هود:4) وفي مواضع كثيرة يذكرنا القرآن بوحدانية الخالق الأحد الذي لا تدركه الأبصار ، العليم ، القادر ، القاهر ، الأول الآخر الدائم الرءوف الرحمن الرحيم العفو الغفور الحكم العدل .
وهكذا يصبح الجمال حقيقة صم نحدنان مطالبين في مواضه كثيرة من القرآن بإحكام الصلة بين الخالق وبيننا ()اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الحديد:17)
)قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1)
ويمكننا أن نقول إنه لإمكان معرفة الله والإيمان به وليحيا الناس حياة طيبة فإنه من الضروري أن نؤمن بالرسالات الربانية . ألسنا نرى الوالد يرشد أبناءه ؟ ألسنا نراه ينظم لأسرته أمور حياتها حتى يعيش أفرادها في انجسام ووئام ( ولله المثل الأعلى )
والإسلام يقرر أنه هو الدين الوحيد الصحيح ويؤيد الحق الذي جاءت به الأديان السابقة ، ويقرر أن التوجيه الحكيم الذي به القرآن واضح تقبله العقول فهو يرشدنا إلى طرق تحقيق الصلة السليمة بين الخالق والمخلوقات ، وبذلك يتحقق الربط الوثيق بين الجانبين المادي والروحي ،و هو ما يحقق التوازن بين قوتنا الذايتة والقوة الخارجة عن إرادتنا ، وهذا بدوره يحقق الرضى والطمأنينة في قرارة أنفسنا ، وليس هناك ما هو أقوى من هذا العنصر الهام في الانسجام بين أي كائن حي وبين غيره وبدون ذلك لا تستطيع البشرية السير بخطوات ثابتة في طريق الكمال .
والمسيحية تولي جل اهتمامها بالجانب الروخي من الخياة فتجعو إلى نوع من المحبة يثقل كاهل المسيحي بالمسئوليات ، ودعوى المحبة التامة مقضي عليها بالفشل إذا كان الوصول إليها خارجا عن حدود طبيعة البشر ، وتتعارض مع إدراكه ومفاهيمه ولا يستطيع أحد أن يداني ذلك المستوى المثالي للمحبة كما تدعو إليه المسيحية إلا أن يؤتى حظا موفورا من معرفة النوازع البشرية المتباينة ، وأن يتصف مع هذه المعرفة بالعطف والإدراك السليم ، مع الشعور بالمسئولية ، وحتى في هذه الحالة ، فإن على مثل هذا الإنسان أن يتخلى عن عقله في سبيل هذه المحبة .
يقول س . ت . كوليردج s.t. coleridge في كتابه ( aids to reflection ) ( إن الذي يبدأ بحب المسيحية أكثر من حبه ( للحق ) سيقوده ذلك إلى حب طائفته أو كنيسته أكثر من حبه للمسيحية ، ثم ينتهي به الأمر إلى حب نفسه أكثر من أي شيء آخر "
والإسلام يدعونا إلى تقديس الله وأن نخضع لشريعته ، وفي ذات الوقت يدعونا ويشجعنا على استعمال العقل مع مراعاة عواطف الحب والتفاهم جنبا إلى جنب .
ويقول الله في القرآن وهو رسالة الخالق إلى جميع خلقه على اختلاف أجناسهم وأممهم ومكانتهم في المجتمع ) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (يونس:108)
لا أعرف دينا يقبله العقل ويجذب الناس إليه وله من المؤمنين به مثل هذه الجموع الضخمة . ويبدو لي أنه ما من طريق أقرب منه إلى الاقتناع العقلي والرضى في الحياة ، ولا أعظم منه أملا للنجاة في الحياة الآخرة بعد الموت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق