الأربعاء، 27 أغسطس 2008

عالم ياباني يسلم بسبب الإخوة المتساوية في الإسلام

عضو بجمعية علم الأجناس البشرية اليابانية
الحمد لله على أنني أصبحت مسلما ، وقد أعجبني في الإسلام ثلاثة أمور :
1- الأخوة في الإسلام وما فيها من قوة دافعة .
2- حلوله العملية لمشاكل الحياة فليس فيه انفصال بين العبادات وحياة الجماعة بل على النقيض من ذلك يصلي المسلمون في جماعات كما يقومون بخدمات للمجتمعه ابتغاء وجه الله .
3- ما يحققه من تآلف بين الناحيتين المادية والروحية في الحياة البشرية .
والأخوة في الإسلام لا تعترف بفوارق أو حواجز من موطن أو عشيرة أو سلالة ، لكنها تجمع بين سائر المسلمين في جميع أنحاء العالم زد على ذلك أن الإسلام لا يختص بنخبة قليلة مصطفاة بل هو دين لعامة الناس سواء كانوا باكستانيين أو هنودا أو عربا أو أفغانيين ، صينيين أو يابانيين ، وبإيجاز هو دين عالمي لجميع الأجناس والدول .
والإسلام كفيل بحل مشاكل الحياة وهو الدين السماوي الوحيد الذي انتصر على عاديات الزمن وتعاليمه باقية على أصولها كما أوحي بها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم – منذ أربعة عشر قرنا .
والإسلام دين الفطر ، ولهذا نجد في مرونته ما يناسب حاجات الناس على تباينهم في كل العصور على اختلافها، كما نرى أنه قام بدور هام في تطوير المدنية البشرية في تاريخه الذي يمكن اعتباره قصيرا نسبياً .
والإسلام ينهج منهجا جماعيا في سبيله لانقاذ البشرية ، كما أنه ليس دينا على هامش الحياة الواسعة التشعب في نواحيها واتجاهاتها .
إن لي إلماما بالبوذية والمسيحية ، وكلاهما يدعوان إلى إهمال الروابط الدنيوية ويحضان على الهروب من المجتمعات البشرية .
ويقيم بعض طوائف البوذيين معابدهم على سفوج الجبال حيث لا يستطيع الإنسان الوضول إليها إلا بكثير من المشقة ، وهناك أمثلة كثيرة في حياة اليابانيين الدينية ، إذ يجعلون الرب بعيدا عن متناول عامة الناس .
وكذلك الحال مع المسيحيين الذي يقيمون أديرتهم في أماكن نائية منعزلة وكلا الطائفتين يفصلون بين الحياة الدينية والحياة البشرية العادية، بينما نجد إسلامنا على النقيض من ذلك، فالمسلمون يقيمون المسجد في قلب القرية أو المدينة أو الأحياة التجارية الراقية الآهلة من المدن الكبرى، وديننا يحض على صلاة الجماعة، وعلى رعاية مصالح المجتمع باعتبار أن ذلك جزء من الدين .
والحياة البشرية مزيج من الروح والمادة، فقد خلقنا الله من روح وجسد، فإذا أردنا الكمال لحياتنا، كان لزاما علينا أن نربط بين أرواحنا وأجسادنا وأن لا نجعل حدا فاصلا بين حياة روحية ومادية . والإسلام يقدر أهمية كل من الجانبين المادي والروحي ويضع كلا منهما موضعه الصحيح ، وعلى هذا الأساس تقوم فلسفته التي تتناول جميع نواحي الحياة البشرية .
إني رجل حديث عهد بالإسلام، إذ اعتنقته منذ عامين، أدركت أنه دين الأخوة على أساس من العقيدة والعمل بها .
واليابان في يومنا هذا هي أكثر الدول الآسيوية تقدما في ميدان الصناعة وقد تغير المجتمع الياباني تغيرا كليا نتيجة الثورة التكنولوجية وما تمخض عنها من صبغ الحياة بالأساليب المادية، ونظرا لفقر البلاد في موارد الثروة الطبيعية، فإن على الشعب أن يعمل جاهدا ليلا ونهارا ، حتى يستطيع تغطية نفقة حياته والمحافظة على مستواه التجاري والصناعي وعلى ذلك فنحن في شغل دائم المطالب المادية لحياة لا أثر فيها للناحية الروحية . وكل همنا هو الحصول على الربح الدنيوي لأننا لا نجد الوقت الكافي في الأمور التي تجاوز الإدراك المادي ليس للشعب الياباني دين ولا اتجاهات روحية من أي نوه ولكنه يقتفي أثر المادية الأوربية ولعل هذا هو الذي يزيد الجفاف الللروحي لديه فإن أجحسادهم التي تستمع بالغذاء الجيد واللباس الجميل لا تحمل بين جنبيها إلا نفوسا محرومة من السعادة .
وإنني على يقين من أن هذه الظروف القائمة الآن هي أنسب الفرص لنشر الإسلام بين الشعب الياباني ذلك أن عماية الجري وراء المتاع المادي جعلت من الأمم التي تصف نفسها بالتقدم فريسة الفراغ الروحي والإسم وحده هو القادر على ملء هذا الفراغ في أرواحهم ، ولو أن خطوات سليمة اتخذت للدعوة إلى الإسلام في اليابان في الوقت الحاضر فإنه لا يمضي جيل أو ثلاثة حتى يدخل الشعب كله في هذا الدين ، وإنني أعتقد بأن هذا التحول سيكون نصرا للإسلام في الشرق الأقصى وسيكون في نفس الوقت من أكبر النعم على البشرية في هذه المنطقة من العالم .

لبست الحجاب قبل إسلامها

هذا حوار أجرته بعض منتديات الحوار النسائية مع مهتدية جديدة إلى الإسلام تبين فيه كيف أنها لبست الحجاب قبل إسلامها ؟ وكيف أسلمت ؟ وما الذي جذبها إلى الإسلام ؟
أجرى الحاور ركن الأخوات في منتديات طريق الإسلام النسائية : وهذا نص الحوار:
لقد قمنا بإجراء لقاء مع "دَيْم ستجيرنيلز" وهي أم لطفل واحد وتبلغ من العمر 25 سنة، تعيش في الدنمرك، وهي في الأصل من بولندا. ولقد تنقلت عبر ستة ديانات محاوِلة البحث والعيش بروح هنيئة آمنة .
ركن الأخوات: دَيْم: هل والداك هم من رباك؟ وما هي الديانة التي رُبيت عليها، والبيئة التي نشأت فيها ؟
دَيْم: كان والدي اثنيهما كاثوليكيين. ولقد انفصلا حينما كنت أبلغ 3 سنوات. ربتني أمي على الكاثوليكية إلى أن تزوجَت من رجل بروتستنتي حينما كنت في سن 12 سنة.لقد أجبراني على الذهاب إلى الكنائس النصرانية المحافظة إلى أن بلغ سني 19 وتركت المنزل.لم أعتقد أبدًا بصحة الكاثوليكية، وبالحقيقة تم طردي من الدروس التعليمية بسبب طرحي لأسئلة "خاطئة"! واستمر هذا الحال معي معظم أيام شبابي. وحينما كنت في الكنائس النصرانية المحافظة حدث الأمر نفسه. والأمر المحزن هو أنني كنت أصلا ملحدة. بل إن معظم هؤلاء النصارى (بعضهم كان يدعي أنه يملك نبوة ورؤية مقدسة) لم يستطيعوا فهم الأمر! اكتشفت أن كل ما على المرء ليصبح نصرانيًا هو أن يقول الكلمات الصحيحة ويستطيع أن يقتبس من الإنجيل في كل وقت، أما الإيمان فبالحقيقة ليس بالأمر الهام.
كانت حياتي العائلية رائعة بحق طيلة الاثني عشر سنة الأولى من حياتي. كنت قريبة من جميع أفراد عائلتي (باستثناء أبي الذي كان وما زال سكّيرا ) الرجل الذي تزوجته أمي حينما بلغت 12 سنة كان يستغلها ماديًا، ومعنويا، وكلاميًا طيلة علاقتهما.لقد استغلني ماديًا ( لكنني كنت أنتقم فتوقف ذلك). استغلني كلاميًا ومعنويًا إلى أن تركت المنزل. استغلني جنسيًا مرة واحدة حينما كان سني 14 سنة حينما كان يتناول المخدرات بشكل كبير.
أما بخصوص أبي، فقد انقطع التواصل بيننا منذ أن كنت بعمر 12 سنة حتى بلغت 18 سنة، وكان هذا باختياري الشخصي؛ حيث أنني لم أرغب في أن أقضي وقتي مع شخص يفضّل الخمر على ابنته. بعد ذلك حاولت أن أنشأ علاقة بيننا خلال سنيّ عمري بين 18 و 22 سنة. لكن هذا لم ينفع لأنه كذب علي بخصوص توقفه عن شرب الخمر، وكان ينظر إلي كصديق شارب للخمر. حدثت كثير من الأحيان أنني حينما كنت أزوره كان يتظاهر بسقايتي الكحول بالرغم أنها حقيقة كانت ماءًا.
ركن الأخوات: نسأل الله أن ينعم عليك بحياة سعيدة وآمنة إلى الأبد. دَيْم: ما هي الديانات التي مررت بها قبل إيمانكِ بالإسلام ؟
دَيْم: ابتدأت ككاثوليكية، لكنني لم أؤمن بها. قضيت عمري ما بين 12-14 معتنقة الـ "الويكا" [الويكا: ديانة ذات طبيعة شركية وثنية مستمدة من عدة معتقدات ما قبل النصرانية في الغرب الأوروبي. والإله الأساسي عندهم هي آلهة الأم، وهذه الديانة تستخدم السحر العشبي وبعض العرافة.] لكنني لم أشعر بالراحة، فاتجهت إلى الوثنية الشركية حينما كنت ما بين 14-17. نعم مارست السحر. ولن أقول إن كان "أبيضًا" أو "أسودًا" بما أنني كنت أعتقد بأن السحر بذاته كان حياديًا وكان يعتمد إيجابًا أو سلبًا على نية الشخص نفسه.لم يكن يعجبني ذلك، لذا دخلت في الـ "ثيلما" لبضعة أشهر [الثيلما: ديانة فلسفية، تؤمن بأن معرفة وتحقيق رغبة الشخص الحقيقية هي الهدف الأسمى وواجب كل مخلوق]. أيضا لم يعجبني ذلك، لذا جربت "عبادة الشيطان" الشركية لعام. لم يعجبني ذلك فتحولت إلى ديانة إغريقية، إلى أن أصبحت مسلمة حينما بلغت 24 سنة.
ركن الأخوات: لقد انضممت إلى منتديات ركن الأخوات الإنجليزي بتاريخ 19 يوليو 2003م، وأصدقكِ القول بأن فريق المشرفات أصابتهم الصدمة حينما قمت بتاريخ 13 نوفمبر بإرسال موضوع في "ساحة الحجاب" جاء فيه التالي: "أنا لست مسلمة، لست أرثودكسية، لست يهودية، ولست نصرانية. لكني أرتدي الحجاب. هل ألاقي نظرات غريبة أحيانا ؟ نعم.. هل أسمح لذلك بأن يزعجني؟ لا.." كانت صدمتنا لأنك -كما جاء في موضوعكِ- لست أرثودكسية، لست يهودية، ولست نصرانية. لكنكِ كنت ترتدين الحجاب! إذا كنت نصرانية وترتدين الحجاب فكنا سنتفهم ونقبل الأمر بما أن الراهبات يغطين شعورهن. لماذا اتخذت قرارًا كهذا ؟
دَيْم: لقد قررت ارتداء الحجاب لأني كنت شغوفة بمعرفة كيف سيكون الأمر. وبالأخذ بعين الاعتبار بأني من أصل بولندي، فلقد تعودت على لبس غطاء الرأس في اللبس البابوشكي (بما أن معظم النساء في عائلتي يفعلن ذلك). ومع ذلك كنت أعلم بأن الحجاب كان مختلفًا لأنه كان أكثر من مجرد غطاء، كان رمزًا كاملا للباس. لذا؛ فكرت بأن أرتديه. لكن قبل ذلك، تحدثت مع مسلمات على شبكة الإيمان Belief Net وبشكل شخصي كي أتأكد بأن ذلك لن يؤذي أو يجرح مشاعر أحد. ذهبت إلى متجر إسلامي واشتريت عباءة وغطاء رأس وخرجت أمام الملأ. شعرت بسبب الحجاب بالحرية بكل ما تعني الكلمة! أعجبني أن جسمي كان للمرة الأولى خاصًا بي فقط؛ لم يستطع أي أحد أن ينظر إلى أجزاء جسدي ويقيّمني اعتمادًا عليها. أعجبني كم كنت أشعر بالراحة. وأيضا أعجبني أنني حينما كنت أرتدي الحجاب، كان عقلي صافي البال غير مشغول بالاهتمام بجسدي المادي وكان بإمكاني التركيز على ما يوجد بالداخل. أيضا أعجبني أنني للمرة الأولى في حياتي أشعر بأني مميزة. شعرت وكأن جسدي كان شيئًا مميزا، فقط لي ولزوجي ليعرف وليطلع؛ وكان ذلك كنزًا. ومن تلك الفترة حتى الآن، لم أخرج من المنزل من غير حجابي. وبما أن الأخوات أخبرنني بأنه من المفيد لي أن أحاول التصرف وفق المنهج الإسلامي أثناء ارتدائي للحجاب (كي لا ينظر الآخرون إلى أفعالي الكافرة على أنها أفعال شخص مسلم) وكان ذلك بداية لاهتمام بتعلم الإسلام والتصرفات المقبولة فيه. وقد وجدت نفسي أتفق كثيرًا مع تعاليم الإسلام ومع ما يعتبره الإسلام مقبولا.
ركن الأخوات: أصدقكِ القول بأننا حينما علمنا بأنكِ تدينين بالدين الإغريقي، دار بين فريق الإشراف نقاش حول ما إذا كان سليمًا أن نتركك تكملين مشاركاتك أم لا. ولكن الحمد لله الذي هدانا لأن نتركك تشاركين على الساحة، لكن بعد أن زدنا من الرقابة على مشاركاتك. سؤالنا هو: هل شعرت بأي معاملة مختلفة من قِبل أي عضوة أو مشرفة حينما كنت غير مسلمة؟
دَيْم: لم أرَ ولم أشعر بأي معاملة مختلفة. لاحظت بأنني إن ساهمت بمشاركة تخالف الإسلام (بشكل غير متعمد)، أجد إحدى الأخوات تسارع بتصحيحي، أو تسارع إحدى المشرفات بتعديل موضوعي. وأنا ممتنة من أجل ذلك، وقد ذكرت ذلك عدة مرات على الساحات.لم أرد أبدًا أن أقول أو أقترح أو أفعل أي شيء في الساحات يكون ضد الإسلام أو مما يتسبب بمشاكل للأخوات في الساحات. لقد ربتني أمي على احترام معتقدات الناس؛ حتى وإن اختلفوا عن معتقدي، وأن أعمل جاهدة على عدم القيام بأي شيء ضدهم مع تواجد أشخاص من أتباع ذلك المعتقد، وأن أعمل جاهدة على التوفيق بين أصحاب المعتقدات المختلفة، وأن أتعلم منهم، وأن أتجنب تماما عمل شيء يتسبب في انحرافهم.لم أشعر أبدًا بأن أحدًا حاسبني، أو عاملني بسوء، أو نظر إلي باحتقار.
ركن الأخوات:لقد لاحظنا مؤخرًا بأنك حينما التحقت بالساحات لم تظهر من مشاركاتك الرغبة في التعرف على الإسلام، ولقد شعرنا بأنك تريدين أن تكوني محاطة بمسلمات. هل كان شعورنا هذا صحيحًا؟ ولماذا كنت تُعرضين عن أي نقاش حول الأديان خلال الأسابيع الأولى –أو لنقل الأشهر الأولى- وركزت على مواضيع مثل وصفات للطهي والطبخ؟
دَيْم: نعم.. لقد أردت أن أكون مع مسلمات لأني أشعر تجاههن بأقصى درجات الاحترام. أعلم أنني إن كنت في ساحة مع نساء مسلمات، أنه لن تُثار نقاشات تقودني كامرأة متزوجة إلى أمور لا تنبغي. بالإضافة إلى أنني علمت بأنني إن كنت مع نساء مسلمات لن يتم محاسبتي أو التحدث عني بشكل سيء، أو أن يحاول شخص "بيعي" الإسلام. وبالرغم من أنني كنت مختلفة بشكل كبير عن الأخوات في الساحة، إلا أنني شعرت بأنني كنت مقبولة بشكل لم أشعر به من قبل. وشعرت بأن الأخوات هن الأشخاص المناسبين لتعليمي الإسلام والرد على أسئلتي. رغبت بأن أكون مع أناس لا يشربون الخمر، ولا يجوبون الملاهي، ولا يثيرون الحديث حول العلاقات مع الرجال. وقد وجدت ذلك في ساحات ركن الأخوات.وقد وجدت بأنه في الوقت الذي اختلفت فيه عقائدنا؛ إلا أننا كنا نشترك بكثير من الأمور وقد شعرت بأنه في سبيل الوصول إلى الحق فإن المسلمين وغير المسلمين بإمكانهم أن يمضوا سويًا. السبب في عدم مناقشتي للدين هو أنني لم أكن أعلم الكثير عن الإسلام ولم أرغب في الحديث عن ديني. كنت قلقلة من أنني إن تحدثت عن دين الإغريقية على الساحات فيمكن أن أتسبب بطريق العمد إلى تشكك أحد المسلمين الجدد، أو أن تظن الأخوات الملتزمات بدينهن بأنني أريد تسويق وبيع دين الإغريقية لهن. شعرت بأنه من الأفضل أن أتجنب أمور الدين، باستثناء إن كانت معلوماتي من دين الإغريقية (أو من أي الديانات الأخرى التي اعتنقتها سابقًا) مناسبة للطرح. السبب الرئيسي لطرح مواضيع تتعلق بوصفات الطبخ هو أنني أحب أن أطهو الطعام بجميع طرق بلاد العالم، وقد لاحظت بأن كثيرًا من الأخوات كن يشاركنني في حب الطبخ.استنتجت بأنه لا يمكنني عمل الكثير لمساعدة الأخوات في طريقهن إلى الإسلام، لكن يمكنني على الأقل أن أسمّن متاجر كتبهن المطبخية!
ركن الأخوات: بتاريخ 23 أكتوبر قمت بكتابة التالي:"أنا لم أعد إغريقية الديانة.. استيقظت في ذلك اليوم وذهبت لأتم ابتهالاتي الصباحية.. لكنني لم أستطع فعلها. جلست هناك أفكر مع نفسي حول الهدف من القيام بذلك؛ حيث أن تلك الآلهة لم تكن حاضرة ولم أشعر باتصال معها بعد ذلك." أعتقد بأن هناك أسباب أخرى جعلتكِ تشعرين بذلك الشعور، ولم يتم الأمر في ليلة واحدة فقط. ما الذي جعلكِ تشعرين بذلك؟ وما الذي جعلكِ تفكرين بالإسلام في تلك المرحلة؟
دَيْم: شعرت في بعض الأحيان بعدم وجود علاقة أو اتصال بيني وبين الآلهة الإغريقية. كنت أقوم بابتهالاتي، أقدم القرابين، لكن مع ذلك أشعر بالخواء. شعرت بأني لا أملك أي هداية، أي أجوبة، أي حب أو دعم. شعرت بأن كل شيء قدمته سقط على آذان صمٍّ وأنني بقيت وحيدة. ظننت في البداية بأن السبب هو أنني لم أحاول جاهدة أن أكون متبعة الدين الإغريقي بشكل جيد. لذا؛ ضاعفت جهودي في الصلاة وتقديم القرابين. لكن ذلك لم يحسن شعوري. بعد ذلك جلست وفكرت مليًا بالأمور، ووصلت إلى إدراك بأن السبب هو أن اعتقادي بهم لم يعد له وجود داخلي، وأن السبب الوحيد في شعوري السابق هو أنني كنت أعتقد بهم؛ لكنهم لم يكونوا حاضرين في الحقيقة. فكرت بالإسلام لأني كنت أتفق معه في كثير من الأمور. لكن كان طبعي العنيد والنظرات البالية تجاه التوحيد يمنعانني من الاعتراف بحقيقة إيماني بالإسلام.
ركن الأخوات:سبحان الله.. لقد ذكرتيني بكلمات الله تبارك وتعالى:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون" [الأنفال 24]نسأل الله أن يزيد من إيماننا. ما الشيء الأخير الذي دفعكِ للرجوع إلى الإسلام؟
دَيْم: عندما كنت أرعى ابني نظر إلى الأعلى وقال – بصوت مسموع قليلا- "الله". خرجت وقتها الدموع من عيني، وعلمت يقينًا في ذلك الوقت وذلك المكان بأنه إن كان ابني القاصر، الذي لم يسمع أبدًا اسم "الله" –سبحانه وتعالى- من أي شخص، يمكنه أن ينظر إلى الأعلى ويقول اسم "الله" –سبحانه وتعالى- علمت إذن أن الله حقًا كان هنالك، وأنه سبحانه رحيم، وكأنه سبحانه يرسل لي رسالة بأن علي أن أتخلى عن طبيعتي المعاندة، وأن أقر فورًا بأني أؤمن به سبحانه.
ركن الأخوات: دَيْم: من ضمن النقاط التي أعددناها لطرحها عليكِ في لقائنا هذا هو قضية عدم إسلام زوجك، وحكم الإسلام في علاقة كهذه. لكنني فوجئت بأنه في اليوم الذي كان ينبغي إرسال أسئلة اللقاء إليكِ، كنت قد قرأت موضوعًا لكِ على الساحات تعلنين فيه خبر نطق زوجكِ الشهادة! الله أكبر! كيف حصل هذا؟!
دَيْم: جعلته يتصفح المواقع الإسلامية، وأخبرته بأنني أعلم عن الإسلام. أيضا حصل على ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية وقد قرأها. وكلما قرأ ودرس، كلما راق له الأمر أكثر. وقد ألححت في دعاء الله سبحانه وتعالى بأنه إن كان في قضائه لي بأنني سأبقى مع هذا الرجل الذي عاملني بمنتهى المحبة والاحترام، ألححت في دعائه سبحانه بأن يهديه إلى الإسلام. وبعدها أخبرني زوجي بأنه يريد أن ينطق الشهادة لأنه اقتنع بصدقٍ بأن الله سبحانه وتعالى حقٌ، وأن الإسلام هو الطريق الصحيح للسير فيه.
ركن الأخوات: ما هي مخططاتكِ على المدى القصير والطويل في السنوات القادمة؟
دَيْم: تعلم أمور ديني بشكل أكثر، والاستزادة منه.
ركن الأخوات: باعتقادكِ ماذا يمكنكِ أنتِ وزوجك فعله للإسلام؟
دَيْم: أعتقد بأن ما يمكننا فعله للإسلام قليل نوعًا ما إلى أن يزداد علمنا بالدين. وحتى نصل تلك المرحلة، الأمر بيد الله من قبل ومن بعد.
المصدر : ركن الأخوات الإنجليزي/ موقع طريق الإسلامhttp://sisters.islamway.com

الاثنين، 18 أغسطس 2008

قصة فتاة أمريكية أسلمت

قصتي مع الإسلام
السلام عليكم أخواتي المسلمات .. الإسلام رائع .. وهو الدين الوحيد الذي أحسست بشيء ما يجذبني إليه لأعتنقه بدلا من 12 ديانة درستها لأختار واحدة منها .. أكتب إليكم هذه الرسالة وأنا أبكي حرقة على عشرين عاما من الكفر بالله.. لا أخفيكم أخواتي، أنه قبل إسلامي كنت أشعر أن الدين شيء مهم في حياتنا ، ولكننا لا نريد نحن ( الأميركيين ) أن نعترف بأهميته .. نعم.. بدأت قصتي مع الإسلام عندما قابلت فتاة مسلمة من السعودية ، لم يزد عمرها عن العشرين عاما.. طلبت مني مساعدتها في اللغة الإنجليزية، وقد كانت تتحدثها بطلاقة .. في الأشهر الأولى من تدريسي لها لم أظهر أي إهتمام بدينها رغم حبي الشديد لعادات المسلمين . و أول ما لفت نظري هو ( الترابط الأسري ) الذي حُـرمت منه منذ كان عمري يوما واحدا ! انقطعت عنها لمدة تزيد عن الـ 5 أشهر ، ولكن كنت أساعدها في بعض الأمور وقت الإختبارات . ولكن طيلة مدة انقطاعي عنها كنت أفكر تفكيرا عميقا في تلك الفتاة التي ترتدي جلبابا (hijab) أسودا يغطي سائر جسمها بل حتى وجهها الجميل ... كان لديها أختان ، وكانتا تهتمان بي وتكرماني ، حتى أني كنت أخجل بعض الأحيان منهما .. صديقاتي في الجامعة كنّ يقلـن لي : كيف وجدتي المسلمات جاهلات (ignorant) أليس كذلك ؟؟؟ وكنت أزداد حزنا لعدم فهم صديقاتي ما يدور حولي وفي داخلي .. كنت أشعر أن المسلمين لديهم شيئا يميزهم عن الآخرين، فرغم دعايات الإعلام المضللة عن المسلمين، إلا أننا نحن الأمريكيات نعجـِب بمظهر المسلمات حتى ولو لم نظهر ذلك. في يوم ٍ ماطر، وقد كان يوم الأحد، قلت سأذهب اليوم إلى الكنيسة عليّ أجد الجواب !!! ؟ الجواب لحقيقة الإله.. ولأني كنت أريد أن أبوح بأمري إلى الراهبة وقد كانت صديقتي .. دخلت إلى غرفة فارغة علق فيها الصليب وقلت: " أيها الرب أنا في محنة لا يعلمها إلا أنت .. أيها الرب ساعدني.. أيها الرب هل لديك ابن ؟! ( تعالى الله عما قلت ) أنت ترى دموعي وتدرك حيرتي ... أي ال12 دينا أتبع ؟!! أحب أن أكون مسلمة.. أرتدي جلبابا طويلا أسوداً وأمشي في الطرقات.. أتزوج من رجل عربي لأعيش كريمة حرة " !! بكيت كثيرا، حتى أتت صديقتي الراهبة لتقول: " أنت تبكين على يسوع وكيف صلبوه ؟ " ازددت ألما في هذه اللحظة .. لم أتمالك نفسي وقد كنت متعبة جدا لدرجة الانهيار.. سقطت على الأرض أنتحب.. وصرخت وأنا أوجه يدي إلى الصليب.. - تكلمي يا (jane ) هل ما نعتقده في هذا الصليب صحيح؟؟ أنا حائرة !! من هو الإله إن كنت ِ تؤمنين بأن الله ثالث ثلاثة !!؟؟ لا أستطيع تحمل المزيد من هذا الكذب .. أخبريني الحقيقة .. أي دين يجب أن أتبع ؟؟ ولمَ ....... قاطعتني jane وقد كانت مذهولة قائلة : " نعم عزيزتي لك الحق أن تسالي مثل هذه الأسئلة .. أنا نفسي سألت نفسي آلاف المرات هذه الأسئلة... " !! وأمسكت بيدي وقالت: " ولكن بعد كل هذا أمسك الإنجيل(bible) وأنسى كل هذه الأسئلة التي يلقيها الشيطان في أنفسنا.." نظرت إليها وقلت : " كم أنت ماكرة " .. تركت المكان ، وخرجت هائمة لا أدري أين أذهب . فجأة رأيت رجالا يبدوا عليهم أنهم مسلمين من لباسهم .. أسرعت إليهم .. وقلت : " أرجوكم أرجوكم " وأخذت أبكي بكاء عميق وقلت: " أين أستطيع أن ألتقي بصديقات مسلمات؟ " قالوا لي بصوت ملؤه الحنان والدفء : " تعالي معنا نحن سنذهب إلى هناك لنصلي " ... قلت : " لا .. أستطيع الذهاب بمفردي فقط .. قولوا لي أين هو المركز الإسلامي ؟ " .. ذهبت إلى هناك وقد كنت ارتدي (miniskirt) [ تنورة قصيرة فوق الركبة ] ... دخلت إلى المكان وشعرت بالإسلام يسري في أعماقي .. شعرت بالخجل من ملبسي بعد أن رأيت المسلمات متحجبات .. رأيت ملابس الصلاة موضوعة جانبا وقلت في نفسي : لم لا أضع أحدها على ساقي ..فعلت.. فسألتني إحدى المسلمات : " أهلا بك .. هل ترغبين أن تعرفي شيئا عن الإسلام ؟ ".. فقلت : " نعم .. وأحب أن تعرفيني على الإسلام.. من فضلك " ! قالت : " يسرني ذلك ، ولكن هل قرأت ِ شيئا عن الإسلام؟ " . أجبت بتردد : " نعم قرأت الكثير ، وأنا معلمة منزلية(tutor) لإحدى الفتيات المسلمات من السعودية " .. قالت : " حسنا يسرني لو تزوريني في منزلي لأعلمك شيئا عن الإسلام " ... فرحت حتى بكيت من الفرح ... وقلت : " شكرا شكرا..".. وقد كنت وقتها أتحدث اللغة العربية ولكن بصورة ضعيفة وجمل غير مرتبة .. استمريت في الذهاب إلى منزل هذه المسلمة قرابة الشهرين ، ثم جاءني الخبر الأليم بأنها تستعد السفر إلى بلدها ، فلذا هي لا تستطيع الاستمرار معي .. ودعتها وأنا أبكي حرقة .. وبالمناسبة .. فقد كنت لا أستطيع الذهاب إلى المركز الإسلامي دائما لكي لا ألفت نظر أحد من صديقاتي أو أهلي .. رجعت إلى المنزل وسجدت كما رأيت المسلمات .. وبكيت وقلت : " إلهي ابعث لي من يساعدني .. إلهي إني أحببت الإسلام وآمنت به فلا تحرمني فرصة أن أكون مسلمة ولو ليوم واحد قبل أن أموت .. " ذات يوم وفجأة رن هاتف المنزل ، وإذا به صديقي(boyfriend) يقول : " لدينا حفل شواء اليوم هل تأتين معي؟ " .. فقلت: " أتمنى ذلك ولكن لا أستطيع " .. منذ ذلك اليوم لم ألتق به أو حتى أسمع صوته ، لأني سمعت من صديقتي المسلمة السعودية أن الـ boyfriend محرم في الإسلام إن لم يكن هناك عقد زواج .. بعد أن أغلقت سماعة الهاتف ذهبت إلى غرفتي .. أخرجت حجابا ( هدية من الفتاة السعودية ) وارتديته كما تفعل هي .. نظرت إلى وجهي وقلت كم أبدوا جميلة بهذا الحجاب.. أرجعته في صندوقه ونمت بعدها نوما عميقا .. وذات مرة بعد شهر تقريبا بكيت بعد قراءتي في بعض الكتب عن الدين الإسلامي حتى نمت على الأريكة في غرفة المعيشة ... استيقظت على رنين الهاتف الساعة الثامنة مساءاً ، وإذا هي صديقتي السعودية قالت لي : " سارا هل كنت نائمة ؟ " قلت : " نعم ولكن لا يهم .. كيف حالك أنت ؟؟ " وبكيت فجأة ، فقالت : " مابك سارا .. هل هناك ما يألمك ؟؟ ما الأمر؟؟ " قلت لها : " إسمعي صديقتي أنا تعبت من الحيرة أشعر أن هناك أمر غريب يسري بداخلي .. هل من الممكن أن آتي إلى منزلك الليلة ؟ أشعر أن اليوم هو يومي الأخير.. قالت لي : " تذكري يا سارا أن بيتي بيتك وأنا أنت .. فلذا مرحباً بك في أي وقت.. " شعرت بحرارتي ترتفع ، والصداع يزداد ، وشعوري بالضيق يكاد يقضي علي . ولكن الاختلاف هنا هو أني كل مرة أشعر فيها بهذا القدر من الانهيار أفكر بالانتحار ... لكن هذه المرة هناك شيء مختلف..!! أشعر أني أريد أن أفعل شيئا أكبر من ذلك .. هو ..... ( التغيير) ... ركبت سيارتي وكدت أرتطم بسيارات كثيرة من شدة الإكتئاب الذي أعانيه .. وشرود الذهن الذي سيطر علي لمدة 4 أشهر كاملة.. ذهبت إلى منزل صديقتي وفتح لي الباب أخوها الأكبر قائلا : " السلام عليكم سارا " .. رددت السلام كما علمتني صديقتي المسافرة.. ولكن بطريقة أوحت إليه أني خائفة من شيء ما... ولكن قطع صمتنا.. صوت صديقتي قائلة : " مرحبا مرحبا تفضلي سارا "... دخلت إلى المنزل وفي داخلي الكثير .. في داخلي نار لم تهدأ منذ عدة أسابيع .. بل أشهر .. بل منذ خرجت إلى هذا العالم !!.. جلست معها ، وقدمت لي القهوة العربية التي هي من أجمل الأشياء في الضيافة السعودية .. شربت القهوة .. بعدها بل منذ أن دخلت إلى هذا المنزل الدافئ أحسست بالأمان الذي كنت طيلة حياتي أبحث عنه.. تحدثت مع صديقتي عما يدور داخلي وبعد حديث طويل.. قامت فقالت لي : " هل أنت مستعدة لأن تكوني مسلمة ؟؟؟ " قلت : " نعم .. بل أريد ذلك الآن " ... قالت : " تأني قبل اتخاذ مثل هذا القرار الكبير " .. قلت لها: " أنا أشعر أن هذا الدين هو الدين الصحيح ، بل ومتأكدة من ذلك.. أسرعي أختي وقولي لي كيف أصبح مسلمة ؟ " .... قالت صديقتي : " الآن باستطاعتك أن تكوني مسلمة ، فقط قولي " أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله " .. قلت لها : " حسنا لقنيني إياها كلمة كلمة " .. رددت عاليا وقلبي يزداد نبضه بسرعة عالية ودموعي تنهمر ..... (( أشهد... أن... لا إله إلا الله... و أشهد... أن... محمدا رسول الله )) نظرت إلى صديقتي ، وقلت بصوت عال : أنا مسلمة .. أنا مسلمة.. أنا مسلمة جديدة .. اليوم ولدت من جديد .. اليوم إسمي مسلمة .. لن ينادوني سارا بعد اليوم.. بل سينادوني مسلمة.. وداعا سارا القديمة.. وداعا للقلق والحيرة.. من اليوم لن أحتاج إلى التفكير في حل متاهات التثليث.. من اليوم أنا لست مذنبة.. أنا مسـلمـة ! بعد ذلك رجعت إلى المنزل .. و أنا مرتاحة .. لم أستطع النوم ليس لأني قلقة أو محتارة .. بل لأني فرحة .....وضعت البوصلة لأعرف إتجاه القبلة .. وفرشت سجادة الصلاة وصليت أول صلاة في الإسلام صلاة العشاء لأن وقتها لم يخرج بعد .. في آخر سجدة ... سجدت لمدة 30 دقيقة وأنا أبكي فرحا ، ودعوت الله أن يساعدني ويثبتني على طريق الحق . كان هذا اليوم يوم تاريخ ولادتي...(16-7-1999).... وإسمي مسلمة و بطاقاتي الشخصية استبدلت بصورتي وأنا متحجبة.... مررت بأيام صعبة كثيرة وقد حان الوقت لأرتاح .. وأكون مؤمنة... بعد عشرين عاما من الضياع والتيه . اتصلت بصديقتي المسافرة وأبلغتها نبأ إسلامي .. وقد فرحت أشد الفرح .. ولكن لم تنته القصة .. فقد أتت صعوبة إخبار أهلي بالخبر .. ولكني تمالكت نفسي وكان ذلك وقت أعياد الميلاد .. وارتديت حجابي ودخل أبي وأمي وأخي الوحيد . - سارا .. ماهذا ؟!! صرخ أخي . قلت له والدموع تملا عيني : هذا هو الحجاب .. أنا مسلمة اليوم .. إسمي مسلمة وليس سارا . دهشت أمي وشحب لون وجهها فقالت : عزيزتي هل جننت !؟؟ كيف ترضين الإسلام دينا ؟! قلت لها : الإسلام ديني ، ومحمد نبيي ، والله ربي ، والقرآن كتابي ، وخديجة وعائشة قدوتي ، وأمريكا بلادي، وأنت لا زلت أمي ماري( Mary ) وأنت أيضا أبي ( Jhon ) و أنت أخي الحبيب المدلل( Mark) .. أنتم عائلتي .. لا شيء جديد سوى أني تغيرت .. أصبحت مسلمة ، وأنا الآن أكثر سعادة واستقراراً .. أشعر أني إنسانة .. أشعر أني حرة .. واحتضنت أمي وأبي بقوة ، وقد ظهرت عليهم علامات التأثر .. قالت أمي : لا تقلقي حبيبتي ، ولكن ماذا عن هذا الذي ترتدينه الحجاب...؟؟؟!!! قلت لها : أمي هذا هو لباسي .. و أحبه ولا أستطيع خلعه .. لا لا أستطيع .. قالت أمي : ولكن ماذا سيقول الناس ؟؟ سيقولوا أوه لن نرى شعر سارا الذهبي الرائع ... قلت : أمي هذا لا يهم .. المهم هو أني مسلمة . اجتزت الامتحان وحمدت الله .. بعد أن ذهبوا كتبت رسالة مرفقة بثلاث وردات بيضاء ... كتبت فيها : أمي ، أبي ، أخي ... أنا أحبكم ولا زلت ابنة العائلة .. ولا زلت أمريكية .. أرجوكم اقبلوني كمسلمة .. وبالمناسبة .. أعجبت بالهدايا الرائعة التي احضرتموها لي... ولكن أريد أن أخبركم بشيء ما.. وهو أني لن أستطيع الاحتفال معكم السنة القادمة .. أعرف أن هذا يبدوا محزنا ولكن ... سأتقبل الهدايا التي ستحضروها لي .. أمي تذكري أني لا زلت أحبك أبي تذكــر أني لا زلت أحبــك أخي تذكر أني لا زلت أحبــك المحبة : مسلمة هذه هي قصتي .. قصة ولادتي من جديد... أرجوكم أخواتي أن تدعوا لي .... أرجوكم من الأعماق....

قسيس في مكة

فقادو) من أشهر قساوسة أثيوبيا، ذاع صيته وانتشر اسمه لنشاطه في تنصير أعداد كبيرة من أبناء جلدته، تعمق في دراسة النصرانية واطلع على أدق تفاصيلها وخفاياها، وأصبح علماً بارزاً من أعلامها، وقد أكسبته هذه الشهرة الجاه والمال وأصبح ذا شأن عظيم في أوساط نصارى القرن الأفريقي. رأى في منامه كأنه يقرأ سورة الإخلاص بكاملها { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد } ونظراً لما يمتاز به من ذكاء حاد وفطنة وحس يقظ لم تمر عليه هذه الرؤيا مرور الكرام بل ظل يدور حولها ويمعن النظر في تفسيرها ويفكر في فحواها ومغزاها. ولما لم يصل إلى نتيجة مقنعة حول تعبير هذه الرؤيا ذهب إلى مكتب رابطة العالم الإسلامي بأثيوبيا علّه يجد ما يطفىء ظمأه، ويجد تعليلاً وتوضيحاً وتفسيراً لرؤيته التي لم يهدأ له بال بعدها لادراكه بأن هذه السورة من سور القرآن. وقد وجد في مكتب الرابطة ضالته إذ أوضح له مدير المكتب مغزى هذه الرؤيا وأن الله عز وجل أراد له الهداية وإخراجه من الظلمات إلى النور وكعادة مكاتب الرابطة، المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، في نشر الدعوة الإسلامية وإرشاد الناس إلى دين الله اقتنع السيد (فقادو) بعد عدة زيارات للمكتب بالإسلام وأشهر إسلامه بحمد الله وأصبح اسمه (محمد سعيد). ونظراً لما يمثله هذا الرجل من ثقل في النصرانية فقد أزعج إسلامه الكنيسة واعتبروه مارقاً عن ديانتهم ولا مناص من عودته إلى النصرانية أو تصفيته جسدياً. وفي الجانب الآخر يعتبر إسلام هذا الرجل مكسباً كبيراً للمسلمين نظراً لكثرة أتباعه وتأثيره عليهم وتأثرهم به مما سيؤدي إلى إسلام قرى بأكملها وهذا ما تم بالفعل. ولما أحس رجال الكنيسة بما يمثله (فقادو) من خطورة وأدركوا تمسكه بالإسلام واستحالة عودته إلى ديانتهم قرروا الانتقام منه وقد فطن إلى ذلك. وقام مكتب الرابطة بأثيوبيا بالتنسيق مع الأمانة العامة للرابطة بمكة المكرمة بمنحه تأشيرة دخول إلى المملكة العربية السعودية لإبعاده عن مضايقات رجال الكنيسة من جهة ولتعليمه مبادىء الإسلام في مهبط الوحي من جهة أخرى. ونظراً لعدم إلمامه باللغة العربية فقد تم إلحاقه بمعهد اللغة العربية التابع لجامعة أم القرى بمنحة من الرابطة وتم تأمين سكن مناسب له ولأسرته بمكة المكرمة وتخصيص راتب شهري يليق بمكانته. ونظراً لحدة ذكائه كما أسلفت فقد تعلم أساسيات اللغة العربية في وقت قياسي وتعمق في دراسة الإسلام وحسن إسلامه وظهرت سمات الصلاح في وجهه وحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم وترقق قلبه وأصبح دائم البكاء من شدة فرحه بما أنعم الله عليه من نور الهداية. وفي هذه الأثناء جاءته ابنة راعي الكنيسة قادمة من إثيوبيا وهى شابة حسناء، أتته باكية مستنجدة مدعية بأن أباها طردها عندما أدرك أنها سوف تعتنق الدين الإسلامي وهى جاءت إلى فقادو لكي ينقذها من أسرتها التي تريد قتلها وطلبت منه أن يتزوجها ويعلمها الإسلام وتم لها ما أرادت فتزوجها وأسكنها في جدة لأن زوجته الأولى أسلمت معه وسكنت في مكة المكرمة. ولم يكن يعلم بما حيك له من سوء وما دبر له من مكائد فقد يئس رجال الكنيسة من عودته إلى ديانتهم فخططوا لقتله حتى وإن كان خارج أثيوبيا. وأرسلوا له هذه الحسناء المصابة بمرض الإيدز وبالتالي انتقلت إليه العدوى ونقلها دون أن يعلم إلى زوجته الأولى. ولما أدركت هذه الشابة نجاح مهمتها ولّت هاربة إلى إثيوبيا تاركة هذا المرض يسري في جسد محمد سعيد وزوجته. ولم يمهلهما المرض كثيراً حيث توفيت زوجته بعد عدة أشهر أما هو فقد هزل جسمه وضعفت قوته ثم قضى نحبه ودفن بمكة المكرمة. نسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته. وصدق الله العظيم: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم....} (البقرة:120).
(الشبكة الإسلامية)

الأربعاء، 13 أغسطس 2008

الرحلة إلى النور


بقلم: الأخت الآيسلندية آنا ليندا
ترجمة : الأستاذ زكي الطريفي
سأحاول بقدر استطاعتي أن أكون واضحة، وآمل ألاّ يملّ أولئك الَّذين يجدون قصَّتي طويلة. سأبدأ منذ البداية...
ولدت كـ "آنا ليندا تراوستادوتير" لعائلةٍ آيسلنديَّةٍ-دانمركيَّة في ريكجافيك في آيسلندة عام 1966، وعُمِّدتُ في كنيسةٍ لوثريَّة. هاجرت عائلتي إلى فانكوفر في كندا، ومن ثمَّ إلى نيويورك عندما كنت صغيرة. أنهيت دراستي الثانويَّة في السَّادسة عشرة من عمري، وفي عام 1988 حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة مكجيل في مونتريال في كندا. ومنذ ذلك الحين وأنا في سفرٍ حول العالم دارسةً وعاملة. وكانت الدانمرك مقرَّ إقامتي منذ عام 1990.

في عام 1997 -وحين كنت أدرس اللغة العربيَّة في القاهرة- اشترت لي إحدى صديقاتي الإنجليزيَّات -وهي مسيحيَّةٌ من المولودين الجدد- إنجيلاً بعهديْه القديم والجديد. كنت مسرورةً غاية السُّرور لأنِّي قرَّرت بأنِّي بحاجةٍ لمعرفة ماهيَّة الإنجيل وما يحويه. فلقد شعرت بأنِّي أكاد بصعوبةٍ أن أدعو نفسي مسيحيَّة دون دراسة الإنجيل بتمحيص. وفي عام 1998 -وحين كنت أدرس في جامعة دمشق- قرأت الإنجيل كلَّه، من الغلاف إلى الغلاف، آخذةً بعض الملحوظات خلال قراءتي. وحين انتهيت من ذلك، أدركت بأنَّ هناك الكثير الكثير من المتناقضات، والكثير من الأشياء الَّتي لم أتَّفق معها. كوصف الإله والنِّساء، هذا دون ذكر كلِّ الأشياء الَّتي كتبها بولص في العهد الجديد. وحين قرأت عن أولئك الرِّجال المقدَّسين -الرُّسل (عليهم الصَّلاة والسَّلام)- كنوحٍ ولوطٍ وداود.. إلخ، وجدت بأنِّي لا أحترمهم. لقد أحببت وأُعجبت بموسى (من العهد القديم)، وبعيسى (من العهد الجديد) (عليهما صلوات الله وسلامه). وحين انتهيت من قراءة التَّوراة، حاولت الحصول على التلمود الكامل لليهود، ولكن من دون فائدة. لقد سمعت دوماً بأنَّ اليهود -عدا الإصلاحيِّين منهم- لا يعترفون بأيٍّ كان يدخل اليهوديَّة. وأيضاً هناك الكثير -ولكن ليس الكل- من اليهود الصَّهاينة (أولئك الَّذين يدعمون إسرائيل). وأنا من أشدِّ النَّاس عداوةً للصُّهيونيَّة وإسرائيل. وهكذا فأنا بالصُّدفة فلسطينيَّة التوجُّه. وكنت أيضاً أريد ديناً يقبل بالدَّاخلين فيه. ثمَّ انشغلت قليلاً بالبوذيَّة، ولكنِّي قرَّرت بأنَّها لا تناسبني، فالبوذيُّون لا يؤمنون بالله تعالى؛ وأنا أومن بالله تعالى بقوَّة، وكنت دوماً كذلك. لكن البوذيَّة بالنِّسبة لي كانت ما تزال تشكِّل طريقةً بديلةً ما للحياة. أُمِّي وأنا اعتدنا نقاش الهندوسيَّة، ولذا فقد كنت مهتمّةً بها جدّاً، ولكن هناك الكثير من الآلهة الهندوسيَّة بالنِّسبة لي؛ لذا فقد كانت الهندوسيَّة خارج النِّقاش. والواقع أيضاً بأنَّك لا تستطيع الدُّخول في الهندوسيَّة.

حين ولد ابني آندري عمر في أكتوبر 2001، سُئِلتُ إن كنت سأُعمِّده أم لا، وحتى حينئذٍ رفضت ذلك. فقد شعرت بأنَّ الأطفال البريئين سيدخلون الجنة حتماً، معمَّدين كانوا أو غير معمَّدين. وعلى أيَّة حال، كيف كان بإمكاني تقديمه للدِّيانة المسيحيَّة في حين كنت أنا نفسي لا أدعو نفسي بالمسيحيَّة المؤمنة،وهذا على الرُّغم من أنِّي ولدت وترعرعت كبروتستانتيَّة؟! فلم أكن أومن بالثالوث؛ ولا بمريم (عليها السَّلام) كـ "أُمٍّ" للإله؛ ولا بعيسى (عليه الصَّلاة والسَّلام) كـ "ابن" للإله؛ ولا بعيسى الَّذي يموت (على الصَّليب) ليطهِّرنا من خطايانا؛ ولا بعيسى الَّذي يصرخ على الصَّليب باللغة الآراميَّة: "إيلي، إيلي، لِمَ شبقتني؟" أعني لماذا كان سيصرخ عيسى (عليه الصَّلاة والسَّلام): "إلهي، إلهي، لِمَ تخلَّيت عني؟" في حين أنَّه كان (يُفترض) بأنَّه كان يعلم أنَّ الله تعالى أرسله كرسول له لهذه المهمَّة؟!
لقد نُشِّئْتُ على أن أكون من أشدِّ النَّاس عداوةً للمسلمين والإسلام. هذه حقيقة؛ لقد كنت كذلك. وكنت أيضاً ضدَّ العرب قبل انتقالي للقاهرة لدراسة اللغة العربيَّة (لقد كان يعجبني الخطُّ العربيُّ الجميل). فقد ترعرعت في الولايات المتحدَّة الأمريكيَّة، وعلى الأفلام الأمريكيَّة الَّتي كانت دوماً تُصوِّر العرب على أنَّهم أُصوليُّون، ومتطرِّفون، ومضطهدون للنِّساء، ومتديِّنون متعصِّبون، وإرهابيُّون، وبأنَّهم ليسوا طبيعيِّين، وأنَّهم أُناسٌ محدودو الذَّكاء. والغالبيَّة العظمى من الَّذين يكرهون العرب لم يكونوا في أيِّ بلدٍ عربيٍّ أبداً؛ فالواقع هناك مختلفٌ تماماً.

في عام 1999 عُدْتُ إلى دمشق للعمل في إحدى السَّفارات. وهناك -في عام 2000- قابلت مهندساً يُدْعى مُهنَّداً. ثم تزوَّجنا بعد فترةٍ وجيزةٍ من لقائنا. ولأكون صادقةً، فإنِّي حين تزوَّجت مهنَّداً كان ذلك لأنِّي أحببته، وعلى الرُّغم من كونه مسلمًا! لكنِّي أدركت مع الوقت بأنِّي أحببته لأنَّه كان مسلمًا، ومسلماً جيِّداً. فقد قابلت الكثير من المسلمين هنا في الدانمرك وفي الشَّرق الأوسط، وكما هو الحال في حياتي كلِّها، فقد قابلت بعضاً من الطيِّبين وغير الطيِّبين من المسيحيِّين واليهود والهندوس والبوذيِّين.. إلخ. ولكنِّي اعتقدت بأنَّ كلَّ أولئك المسلمين الَّذين قابلتهم يمثِّلون الإسلام. وفي أيِّ وقتٍ كنت أسأل المسلمين أسئلةً عن الإسلام كان شيء يصدمني: فتقريباً كان كلُّ واحدٍ منهم يدَّعي بأنَّه خبيرٌ بالإسلام، حتَّى أولئك الَّذين أعطوني معلوماتٍ خاطئةً كما عرفت لاحقاً. وكان من الأجدى بهم أن يقولوا فقط: "لا أعرف"، أو "لست متأكِّداً". وفي حين أنِّي لم أكن أحكم أبداً على المسيحيَّة أو أيِّ دينٍ آخر من خلال أتباعه، إلا أنَّه من الغريب أنِّي حكمت على الإسلام من خلال كلِّ عربيٍّ التقيته، وذلك على الرُّغم من أنَّه: أوَّلاً، ليس كلُّ العرب مسلمين. فمنهم البروتستانتيُّون، والكاثوليك، واليهود، والدروز، والأقباط، والعلويُّون.. إلخ؛ وثانياً: أكثر المسلمين ليسوا عربًا. فالمسلمون في إندونيسيا، والهند، والصِّين، ومقدونيا، وماليزيا، وروسيا، وتايلند، وإفريقيا، والبوسنة، وأمريكا، والسُّويد.. إلخ؛ وإلى جانب هؤلاء هناك العرب أيضًا. لقد نُشِّئْتُ على ألا أكون متحيِّزةً، ولكنِّي كنت كذلك. لقد استغرقني وقتاً طويلاً لأُدرك ذلك.

فقط، وبعد ساعاتٍ لا تُحصى من الحوار -وفي بعض الأوقات من الجدل- مع زوجي، إلى أن أصبحت منفتحة العقل بما فيه الكفاية لأُدرك بأنَّه لم تكن لديَّ الصُّورة الشَّاملة.

خلال شهر رمضان –شهر تشرين الثاني من عام 2002- سألت مهنَّداً إن كان بإمكانه مساعدتي في قراءة القرآن الكريم بالعربيَّة. كان لديه القليل من الوقت، ولكنِّي كنت مصمِّمةً على قراءة القرآن بالعربيَّة، وبمساعدة ترجمةٍ جيِّدة. حين قرأت القرآن -الكتاب الأقدس في الإسلام- فكَّرت كم هو جميلٌ، وعلميٌّ، ورحيمٌ، ومكرم للمرأة! كلُّ الكتب الَّتي قرأتها تقريباً عن الإسلام كانت مؤلَّفةً من قِبَلِ غير المسلمين، وكانت تُظهر الإسلام بصورةٍ سلبيَّة. وأولئك الَّذين كانوا يكتبون ضدَّ الإسلام كانوا في بعض الأحيان يقتطعون مقتطفاتٍ من القرآن تاركين ما يتبقَّى من الآيات؛ أو أنَّهم كانوا يترجمون الآيات بطريقةٍ خاطئةٍ، إما لهدفٍ ما أو عن طريق الخطأ. كنت أعرف ما يكفي من اللغة العربيَّة لأعرف بأنَّ ما كنت أقرأه كان لا يشبه أيَّ شيءٍ قرأته في حياتي. فهناك الكثير من العلم، والكثير من المعرفة، والَّتي لم تُكتشف إلا في العصر الحديث. أعني أنَّ النبيَّ مُحمَّداً (صلَّى الله عليه وسلَّم) ذكر: الثقوب السَّوداء، والسَّفر في الفضاء، والـ DNA وعلم الوراثة، والتطوُّر، والجيولوجيا، وعلم البحار والمحيطات، وتطوُّر الجنين، وأصل الحياة.... يا إلهي! لقد كنت دوماً أسمع بأنَّ القرآن ما هو إلَّا نسخةً كربونيَّةً عن الإنجيل، ولكن لم يكن أيٌّ من هذا في الإنجيل! وتساءلت مندهشةً كيف كان بإمكان أيِّ إنسانٍ قبل 1400 عام مضت أن يكتب شيئاً كهذا! وبعض هذه الأشياء لم تُكتشف إلا في هذا القرن فقط! عندئذٍ فكَّرت: "حسناً، فالعلماء العرب من الفلكيِّين، وعلماء الرياضيَّات والجغرافيا كانوا متقدِّمين جدًّا في ذلك الوقت، فربَّما اشترك بعضهم في كتابة هذا الكتاب من هنا وهناك معتمدين في ذلك على الإنجيل. ولكنِّي بعدئذٍ حين درست ذلك بشكلٍ أعمق أدركت بأنَّ الثَّورة العلميَّة العربيَّة (الإسلاميَّة) حدثت بعد ظهور الإسلام. وبعدئذٍ قرأت بأنَّ المسلمين يؤمنون بأنَّ القرآن أُوحي به لمُحمَّدٍ (صلَّى الله عليه وسلَّم) من خلال الملك جبريل (عليه السَّلام)، وأنَّه استمراريَّةٌ لكلمة الله تعالى. فالمسلمون يؤمنون بأنَّ أجزاءً من التَّوراة والإنجيل الَّتي تتحدَّث عن حياة عيسى أوحى بها الإله، أو "الله" كما يُدعى الإله باللغة العربيَّة، وليس هذا (اسم الإله "الله") فقط عند المسلمين، بل وعند النَّصارى واليهود الَّذين يتحدَّثون العربيَّة أيضاً. والمسلمون يوقِّرون إبراهيم، وسليمان، وموسى، وعيسى، ونوح (عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين)، وفي الحقيقة يوقرون كلَّ الأنبياء المذكورين في الإنجيل. ومذكورٌ أيضاً بأنَّ هناك أنبياء آخرين جاءوا لأقوامٍ آخرين ليجعلوهم أُناساً طيِّبين. وقد قيل أيضاً بأنَّ بوذا كان أحد هؤلاء الرُّسل، ولكنَّه كعيسى (عليه الصَّلاة والسَّلام) لم يقل للنَّاس بأن يؤمنوا بأنَّه مُساوٍ لله تعالى، وبأنَّه فقط رسولٌ من عنده تعالى. والمسلمون أيضاً يؤمنون بأنَّ مُحمَّداً هو خاتم الرُّسل، إلى أن يعود المسيح (عليه الصَّلاة والسَّلام) إلى الأرض.

إنَّ القرآن يقول بأن الله تعالى يمكن أن يختم على قلوبنا وسمعنا، وأن يضع على أعيننا غشاوة، فلا نستطيع أن نرى ولا أن نشعر برسالة القرآن؛ ففقط وبمشيئة الله تعالى نستطيع ذلك. في الثَّاني عشر من شهر كانون الأوَّل لعام 2002 رأيت رؤيا فظيعةً جعلتني أُفكِّر وأُمحِّص في الدِّين بعمقٍ أكبر. فالرُؤى مهمَّة جدّاً في آيسلندة، وتفسير الأحلام هو عمليّاً علم! لم أعتقد أبداً بأنِّي بحاجةٍ إلى الدِّين. ومع أنَّ الدِّين سحرني دوماً إلا أنِّي كنت أُومن بأنِّي على ما يرام بإيماني بالله تعالى فقط، وأني آخذةٌ جزءًا صغيراً من كلِّ الأديان المختلفة حتَّى حصلت على كوكتيلي الخاص: "خليط آنا".

في شهر كانون الثاني 2003 بدأت البحث على الإنترنت، كنت فقط أبحث عن أشياء مثل: "الإسلام"، "القرآن"، "المسلم".. إلخ. وفي شهر آذار -حين كنت في ريكجافيك- واتتني الفرصة للحديث مع واحدةٍ من أعزِّ صديقاتي الآيسلنديَّات، وهي مسلمة، وقد نصحتني بترجمةٍ جيِّدةٍ للقرآن الكريم بالإنجليزيَّة، وهي ترجمة عبد الله يوسف علي، لأقرأها مع النُّسخة العربيَّة الأصليَّة. فحصلت عليها في شهر نيسان وبدأت باستخدامها للمساعدة.

وفي شهر أيار لعام 2003 ردَّت صديقتي الآيسلنديَّة الزِّيارة، وبَقِيَتْ معنا لمدَّة أسبوعين. تحدَّثنا عن القرآن، وأخبرتها بأنِّي أريد ترجمة القرآن للآيسلنديَّة، فأخبرتني بأنَّ هذا هو حلمها أيضاً. فاتَّفقنا على أن نقوم بذلك معاً. استخدمنا وقتنا بشكلٍ جيِّد، وكنَّا نناقش المسيحيَّة واليهوديَّة والإسلام طيلة اليوم، وكلَّ يوم. فقد تفحَّصتْ دينها اللوثريِّ (السَّابق)، وتأمَّلتْ في اليهوديَّة، وزارتْ إسرائيل (فلسطين المحتلَّة) مرَّتين، وفقط في زيارتها الثَّانية بدأت بتأمُّل الإسلام. لقد مرَّت بنفس الطِّريق كما حصل معي، ووصلت إلى نفس النتائج. وبالعودة إلى عام 1995 أذكر حين أخبرتني بأنَّها أصبحت مسلمة بأنِّي سلكت معها سلوكاً سيِّئاً، فقد كنت سلبيَّةً جدّاً؛ وعارٌ عليَّ أنِّي لم أشدَّ من أزرها!

الآن وجدت بأنِّي أرى نفسي كمسلمة. وأخبرت زوجي عن ذلك، فامتحنني بطريقةٍ مطوَّلة. ثمَّ سألني الانتظار بخصوص تغيير ديني. وأخبرني بأنِّي بدخولي الإسلام يمكن أن أجعل حياتي صعبةً جدّاً، وبأنَّ النَّاس الَّذين لا يعرفون الإسلام سيعاملونني بطريقةٍ مختلفة، وبأنَّه في ذلك الوقت -في عام 2003- وفي هذا العالم الَّذي نعيش فيه سيسخر النَّاس منِّي. وقال بأنِّي ربَّما سأخسر علاقاتي مع عائلتي وأصدقائي إن اعتنقت الإسلام. لقد خشي من أنَّ النَّاس الَّذين لا يعرفوني بشكلٍ جيِّدٍ، أو الَّذين لم أقابلهم منذ وقتٍ طويل، أو الَّذين لم يلتقوه من قبل، سيظنُّون بأنَّه أكرهني على الدُّخول في الإسلام. فأخبرته بأنَّه إن كانت تلك حقيقة، فإنَّنا لم نكن لنتزوَّج أصلاً، لأنَّنا حين تزوَّجنا كنت ما أزال على المسيحيَّة، وكنت ما أزال مسيحيَّة حتى ذلك الوقت. وحاججته أيضاً بأنَّ النَّاس الَّذين يعرفونني جيِّداً يعرفون أيضاً بأنِّي قويَّةٌ في رأيي، ومدافعةٌ حقيقيَّةٌ عن المرأة والإنسانيَّة، وبأنَّني عنيدة، ولكنِّي لست منغلقة الفكر، وبأنَّه لا يمكن لأحدٍ أن يُسيطر عليّ...فقد حاول والداي ذلك لسنواتٍ دون فائدة!

فقررت عندئذٍ بأنَّه إن كان أصدقائي أو عائلتي لا يريدون أيَّ اتِّصالٍ معي - لأنِّي قرَّرت أن أُصبح مسلمة - فليكن الأمر كذلك! فديني هو شأني الخاص، وأنا فخورةٌ ببحثي في المسيحيَّة، وفي اليهوديَّة، والهندوسيَّة، والبوذيَّة والإسلام. فقد استغرقني الأمر أعواماً عديدةً وساعاتٍ لا تُحصى من القراءة والبحث الرُّوحيِّ لأَصِلَ إلى هذه النُّقطة. فإيماني بالله تعالى هو شيءٌ كنت دوماً آخذه على مَحْمَلِ الجدِّ ولم أكن أبداً خجولةً من إعلان إيماني، وحتَّى عندما كان الآخرون يسخرون منِّي لإيماني بشيءٍ كانوا يقولون بأنَّنا لا نستطيع رؤيته. فكنت أُحاججهم: "انظروا حولكم، كيف لا يمكنكم الإيمان بكائنٍ أعلى خَلَقَ كلَّ شيءٍ من حولنا!". ولأولئك الَّذين ينظرون إلى الإسلام على أنَّه نوع من الموضة أقول: "إنَّه ليس كذلك. بل هو واحدٌ من أكبر الأديان في العالم، إن لم يكن الأكبر، فالآن واحدٌ من كلِّ أربعةٍ من النَّاس في هذا الكوكب هو مسلم. وهو الدِّين الأسرع انتشاراً".

هكذا وفي النِّهاية -في شهر حزيران من عام 2003- قرَّرت أن أصبح مسلمةً بشكلٍ رسميٍّ لكي أستطيع الذِّهاب إلى مكة للحج. لقد كنت أبحث عن الإجابات لوقتٍ طويل -منذ طفولتي- وفي منتصف التسعينات كنت أشتري الكتب عن مختلف الأديان. وفي أعماقي كنت أتخيَّل بأني سأجد الإجابات من أجل نفسي. وأذكر المرَّة الأولى حين سمعت الأذان، وحين نادى المؤذِّن: "الله أكبر" من مأذنة المسجد. كان يوماً جميلاً مشمساً -الأحد من شهر شباط لعام 1997- في القاهرة، وكانت أجراس الكنيسة تقرع أيضاً، ولكنِّي حين سمعت النِّداء للصَّلاة بدأت الدُّموع تنهمر على وجنتيّ، ودون إدراكٍ منِّي لذلك. لم أكن مسلمةً حينئذٍ، ولكنَّ ذلك حرَّك مشاعري. وواحدةٌ من أقدم وأعزِّ صديقاتي، وهي كاثوليكيَّة، كانت في بيروت قبل فترة، وكانت تُقِيمُ في فندقٍ حين صَحَتْ على صوت الأذان في السَّاعة الرَّابعة والنِّصف فجراً في ليلتها الأُولى في لبنان، فتأمَّلتْ في ذلك كم هو مؤثِّرٌ لدرجة أنَّها بكت أيضاً.

حين أقرأ القرآن أشعر به في داخلي، عميقاً في أحشائي، وبأنَّه المناسب بالنِّسبة لي. جمال الوحي القرآنيِّ يجعلني أبكي أحياناً. فهو الطَّريقة الشَّاملة للحياة. ولم يحرِّك مشاعري أيُّ كتابٍ دينيٍّ آخر لدرجة البكاء أبداً.

القرآن ببساطة هو أعقد كتابٍ قرأته في حياتي. فكلَّما قرأته أكثر، فهمته أكثر، وتساءلت أكثر. فالقرآن يلهمك أن تتعلَّم أكثر. ففي كلِّ مرَّةٍ تقرأه، تتكشَّف لك طبقاتٌ أخرى من الفهم. أنا لست خبيرة، ولن أكون أبدًا، حتَّى ولو قرأت منه كلَّ يومٍ لبقيَّة حياتي، فسوف أظلُّ أتعلَّم منه شيئاً جديداً، فهو مليءٌ بالعجائب. وما زلت أُلحق بدراستي القرآنيَّة دراسة الإنجيل، كإنجيل برنابا، والتوراة... إلخ.
وقد حصلت على صديقاتٍ جديداتٍ عبر الإنترنت. فأثناء بحثي على الشبكة وصلت إلى موقعٍ إسلاميٍّ آيسلنديّ: www.islam.is، فاتَّصلت بالكاتبة وبدأنا المراسلة. وفي بداية عام 2004 تقريباً أرسلت لها تقريراً كتبته بعنوان: "الإسلام في آيسلندة 2003"، والَّذي أرسلته إلى حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة، فاقترحت بأن نقوم ثلاثتنا بالعمل على ترجمة معاني القرآن الكريم من العربيَّة إلى الآيسلندية، فهي أيضاً تتكلَّم اللغة العربيَّة. لذا يبدو بأنَّنا سنكون ثلاث آيسلنديَّاتٍ مسلماتٍ يعملن على ترجمة معاني القرآن الكريم. ولأولئك الَّذين يبحثون عن ترجمةٍ إنجليزيَّةٍ جيِّدة، فقد سمعت بأنَّ ترجمة (محمَّد أسد) أيضاً جيَّدة، وسأحصل عليها لنفسي أيضاً.
وقد اشتريت أيضاً كمّاً هائلاً من الكتب للقراءة في كوالالامبور الصَّيف الماضي. فهي مكَّةٌ جديدةٌ للمسلمين من حيث الكتب، وقد تموَّنت حقّاً! فلقد قضينا -زوجي وابني وأنا- شهراً في ماليزيا. ما أروع تلك البلاد! فمن البلاد الإسلاميَّة لم أكن إلا في الشرق الأوسط العربيّ، أما هنا فقد كان عالماً إسلاميّاً جديداً في جنوب شرق آسيا! كانت التجربة رائعة، وهذا أقلُّ ما يمكن أن يُقال. فقد كنت دوماً مغرمةً بالفنِّ والعمارة الإسلاميّيْن، وماليزيا تُعدُّ متحفاً إسلاميّاً في داخل بيوتها وخارجها! فَتَحْتَ حُكْمِ رئيس الوزراء السَّابق محاضر محمَّد، كان للإسلام انبعاثًا. وقد أراد توحيد كلِّ البلاد الإسلاميَّة، ليس فقط فيما يُدعى المؤتمر الإسلاميّ، بل وأراد أيضاً عملةً موحَّدةً، وهي الدِّينار الذهبيّ. يا لها من رؤيا! الإسلام في حاجةٍ لرجالٍ ونساءٍ مثله!

أحاول دوماً أن أكون إيجابيَّة، لذا أظنُّ بأنَّ هذا الزَّمن رائع -القرن الواحد والعشرون! فإن كان بإمكان واحدةٍ مثلي أن تصبح مسلمة، فهناك أملٌ لأيِّ أحد! أصدقائي الَّذين ناقشت معهم الدِّين في الوقت القريب يعرفون بأنِّي أصبحت مسلمة، وكانوا كلُّهم داعمين لي دون تردد. كنت مندهشة شيئاً ما بأنَّهم لم يُصدموا. وقالوا بأنَّهم كانوا يعتقدون بأنِّي لابد يوماً ما أن أجد محرابي الَّذي كنت أبحث عنه لوقتٍ طويل، فكانوا سعداء لأجلي. حتَّى أنَّ بعضهم دعوني باسمي الإسلاميِّ الجديد: نور. مع أنِّي ما زلت أستخدم اسمي "آنا ليندا"، لأنَّه الاسم الَّذي اختاره لي والداي، والذي يمثِّل الشَّخص الَّذي كنته لستةٍ وثلاثين عاماً مضت. "نور" هو فقط استمراريَّةٌ لكينونتي!
هذه هي نهاية قصَّتي: "الرِّحلة إلى النُّور". الرِّحلة التي لا تشكِّل في الحقيقة إلا بدايةٌ فقط!
مع السلامة، والله معكم.
المصدر: موقع مجلة الفرقان
http://www.hoffaz.org