واعظ وباحث إجتماعي
ليس من السهل أن أحدد كيف ثار العالم الشرقي اهتمامي ولكنني أذكر أنه في بادئ الأمر اهتماما بلغاته، فبدأت بدراسة اللغة العربية منذ حوالي ثلاثين عاما ومنت وقتذاك تلميذا في المدرسة الابتدائية ولم يتجاوز عمري اثني عشر عاما .ولم أجد حينذاك من يعينني على دراستها فلم أحرز وقتها إلا تقدما يسيراً .
وطبيعي أن دراسة اللغة العربية جعلتني تلقائيا أتعرف على الإسلام فاشتريت كتبا كثيرة عنه وإذ كان مؤلفوها جميعا من الكتاب الغربيين فمن المعقول أن يكونوا متحيزين في كثير من الأحيان غير أنني اقتنعت بأن النبي محمدا – صلى الله عليه وسلم – مرسل من ربه وكانت معلوماتي عن الإسلام محدودة إذ لم أجد أحدا يرشدني إليه .
كان كتاب ا.ج.براون عن تاريخ الأدب الفارسي في العصر الحديث أكثر الكتب أثرا في نفسي فقد ضم هذا المؤلف الممتاز مقطوعات من قصيدتين شعريتين كان لهما الفضل في اعتناقي الإسلام ، هاتان القصيدتان هما " تارجي باند " لهاتف أصبهان و " هافت باند " لمحتشم كاشان .
كانت قصيدة هاتف أصبهان هي أول ما أثر في نفسي لأنها تعطي صورة رائعة لروح حائرة قلقة ثائرة تبحث عن معنى رفيع للحياة ، فوجدت نفسي أنموذجا مصغرا لها في بحثها عن الحقيقة ورغم أني أخالف ما جاء في بعض أبياتها فإني خرجت منها بالحقيقة العظيمة الرفيعة أن الله واحد لا شيء سواه وأنه لا إله إلا هو .
وتنفيذا لرغبة والدتي وتمشيا مع ميولي الشخصية التحقت بمدرسة لتعليم الدين لا لأنني آمنت بمادئها الدينية التي كانت تدعي سعة الأفق ، ولكن لأن الإلمام بالمسيحية كان يعتبر ضروريا في الثقافة العامة .
وأعتقد أن عميد المدرسة قد أذهله في نهاية الشوط الدراسي أن أقدم موضوعا إنشائيا أعلنت فيه إيماني بالإسلام .
لم يكن إيماني في تلك السن المبكرة من حياتي عن وعي وإدراك ومع أنه كان إيمانا حقيقيا إلا أنه كان ينقصه الدعم المنطقي ليفند الهجمات المادية الغربية التي يدعمها المنطق .
وهنا يتساءل البعض ، ولماذا يختار المرء الإسلام ؟ ولما لا يتمسك بدينه الذي ولد عليه إن وجد ؟ .. والإجابة قابعة في صلب السؤال نفسه ، فالإسلام يعني أن يكون المرء متفقا مع نفسه ومع العالم ومع الله أن أنه يتضمن التسليم بإرادة الله .
إن للأسلوب القرآني جماله وروعته وهذا ما لا يتوفر لأساليب ترجمته إلى اللغات الأخرى وإنني أشير هنا إلى نص كلمات الله في بعض آيات القرآن : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي } (الفجر:27-30) وأستطيع القول : إن الإسلام هو وحده الدين الخالص الذي لم تتطرق إليه الخرافات والأساطير كما في المسيحية والأديان الأخرى .
انظر الفرق بين العقيدة المسيحية التي تعتبر الطفل مسئولا عن ذنوب أسلافه وبين قول الله تعالى : )قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164)
وإلى قوله : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }(لأعراف:40-42) .
ليس من السهل أن أحدد كيف ثار العالم الشرقي اهتمامي ولكنني أذكر أنه في بادئ الأمر اهتماما بلغاته، فبدأت بدراسة اللغة العربية منذ حوالي ثلاثين عاما ومنت وقتذاك تلميذا في المدرسة الابتدائية ولم يتجاوز عمري اثني عشر عاما .ولم أجد حينذاك من يعينني على دراستها فلم أحرز وقتها إلا تقدما يسيراً .
وطبيعي أن دراسة اللغة العربية جعلتني تلقائيا أتعرف على الإسلام فاشتريت كتبا كثيرة عنه وإذ كان مؤلفوها جميعا من الكتاب الغربيين فمن المعقول أن يكونوا متحيزين في كثير من الأحيان غير أنني اقتنعت بأن النبي محمدا – صلى الله عليه وسلم – مرسل من ربه وكانت معلوماتي عن الإسلام محدودة إذ لم أجد أحدا يرشدني إليه .
كان كتاب ا.ج.براون عن تاريخ الأدب الفارسي في العصر الحديث أكثر الكتب أثرا في نفسي فقد ضم هذا المؤلف الممتاز مقطوعات من قصيدتين شعريتين كان لهما الفضل في اعتناقي الإسلام ، هاتان القصيدتان هما " تارجي باند " لهاتف أصبهان و " هافت باند " لمحتشم كاشان .
كانت قصيدة هاتف أصبهان هي أول ما أثر في نفسي لأنها تعطي صورة رائعة لروح حائرة قلقة ثائرة تبحث عن معنى رفيع للحياة ، فوجدت نفسي أنموذجا مصغرا لها في بحثها عن الحقيقة ورغم أني أخالف ما جاء في بعض أبياتها فإني خرجت منها بالحقيقة العظيمة الرفيعة أن الله واحد لا شيء سواه وأنه لا إله إلا هو .
وتنفيذا لرغبة والدتي وتمشيا مع ميولي الشخصية التحقت بمدرسة لتعليم الدين لا لأنني آمنت بمادئها الدينية التي كانت تدعي سعة الأفق ، ولكن لأن الإلمام بالمسيحية كان يعتبر ضروريا في الثقافة العامة .
وأعتقد أن عميد المدرسة قد أذهله في نهاية الشوط الدراسي أن أقدم موضوعا إنشائيا أعلنت فيه إيماني بالإسلام .
لم يكن إيماني في تلك السن المبكرة من حياتي عن وعي وإدراك ومع أنه كان إيمانا حقيقيا إلا أنه كان ينقصه الدعم المنطقي ليفند الهجمات المادية الغربية التي يدعمها المنطق .
وهنا يتساءل البعض ، ولماذا يختار المرء الإسلام ؟ ولما لا يتمسك بدينه الذي ولد عليه إن وجد ؟ .. والإجابة قابعة في صلب السؤال نفسه ، فالإسلام يعني أن يكون المرء متفقا مع نفسه ومع العالم ومع الله أن أنه يتضمن التسليم بإرادة الله .
إن للأسلوب القرآني جماله وروعته وهذا ما لا يتوفر لأساليب ترجمته إلى اللغات الأخرى وإنني أشير هنا إلى نص كلمات الله في بعض آيات القرآن : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي } (الفجر:27-30) وأستطيع القول : إن الإسلام هو وحده الدين الخالص الذي لم تتطرق إليه الخرافات والأساطير كما في المسيحية والأديان الأخرى .
انظر الفرق بين العقيدة المسيحية التي تعتبر الطفل مسئولا عن ذنوب أسلافه وبين قول الله تعالى : )قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164)
وإلى قوله : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }(لأعراف:40-42) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق